15 Jul
15Jul

النجاح والتميّز يبحث الكثيرون بإستمرار عن طُرق النجاح والتفوّق في حياتهم ، ويسعون بإستمرار لتغيير حياتهم للأفضل من خلال ترجمة رغبتهم بالنجاح والتميّز إلى أفعالٍ مَلموسة على أرض الواقع دون يأس ؛ فتوماس أديسون مثلاً فشل أكثر من 9999 مرّة ، ومع هذا العدد الهائل من مرات الفشل استمرّ بالعمل لأنّه كان يُؤمن في أعماقِهِ أنّه يَستطيع أن يَنجَحَ ويُحقّق ما يُؤمن به ، وهنري فورد أفلس ستّ مراتٍ ، ووالت ديزني أفلس أيضاً سبع مراتٍ ، ومع ذلك استمرّا بالعمل والإصرار على النجاح إلى أن حقّقا أحلامَهما وأصبحا مُميّزين . 

من أرادَ النّجاح والتميّز عليه أن يَتذكَّر دائماً قوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) فالتميُّز يَبدأ من داخل الشّخص نفسه .

" صفات الشخص المتميز "

قد يتساءل البعض هل النجاح والتوفيق حَظٌ يُصيب الشخص ، وهل المُتميّزون هم كذلك بسبَب الحظ ؟ الصّحيح أنّ هذا القول فيه شيءٌ من الصحّة إلى حدٍ ما ، نعم فالأشخاص المُتميّزون بنجاحهم لديهم حَظٌ كبير ، ولكنّهم هُم من صنعوا الحظ لأنفسهم ، وذلك بالعمل الدائم بجدٍ واجتهاد ، ورفع مستوى أدائهم ، وتطوير مهاراتهم ، فأصبحوا الأفضَلَ في مَجال عملهم . من صفات الشخص المُتميّز أيضاً الإنضباط ، والصبر ، والمُثابرة ، ولديه استعداد لخوضِ المغامرات والمخاطر أكثر من غيره من الأشخاص العاديين ، ويتعلّم من الأخطاء التي تمرّ به ، ويجعلها تجربةً نافعةً له ؛ فكلّ هذه السمات إذا توافرت في الشخص أصبح ذا حظٍّ كبير .

" كيف تصبح مميّزاً "

توجدُ عوامل عديدة تجعل الإنسان شَخصاً مُميّزاً منها : 

المفتاح السحري : تُعتبر اللغة المفتاح السحري لبوّابة السعادة والنجاح والحياة ؛ فالكَلمات لها دورٌ كبيرٌ في تَحديد مصير الإنسان وقدراته ، وإذا كان الإنسان يبحث عن النّجاح في حياته ، والإرتقاء نحو القمّة عليه إتقان اللغة ؛ فهي وسيلةُ التواصل مع الآخرين ، وكلّما كان الإنسان بارعاً في التعبير عن نفسه في حديثه مع الآخرين وإزالة كافّة احتمالات سوء الفهم ارتَقى وأصبح أكثر نَجاحاً في حَياته ، وأكثر تأثيراً على الآخرين ، والعمل على توجيه أفعالهم . كما انه ثَبَت وجود ارتباطٍ قويّ بين النجاح والقدرة على كسب ثقة الآخرين بالمَهارات الكلامية لدى الفرد ، وتُعتبر اللغة دليل الشخصية للفرد ؛ فقد قال أحد فلاسفة اليونان لشابٍ كان يطيل الصمت : ( تكلّم يا رجل حتى أراك ) ، وهذا يدلّ على أنّ شخصيّة الفرد وسماتهِ تظهر من خلال طريقة حديثهِ كإختياره للموضوع ، أو الألفاظ التي يَنطق بها ، وكذلك نبرة الصوت ، وغير ذلك من أساليب وطرق الحديث .

الثقة بالنفس : الثقة بالنفس هِي معرفة الفرد للقُدرات التي يمتلكها ، وما تتميّز بها شخصيّته من مهاراتٍ وصفاتٍ يمتلكها هو وحده دون غيره ، وإنّ الّذي يزيد الثقة لدى الفرد صدقه مع نفسه ، والتقرّب إليها ومُصارحتها والإعتناء بها ,  فالثقة أول أساس يَعتمد عليه الفرد ويرتكز على دعائمه في طريق النجاح والتميز ، فلا نجاح أو تميّز أو ارتقاء لمن كانت ثقته ضعيفة أو مهزوزة تَرتعش لأوّل عائق يعترض طريقها . 

التغلب على الخوف : يجب التغلّب على الخوف الكامن داخل النفس البشرية ؛ فالخوف يُعيق تقدُّم الفرد ونجاحه ، ويجعل من الأمور السهلة صعبة المنال ، كما يجعل الآخرين يتحكّمون في تصرفاته ؛ فيصبح منقاداً لغيره ، غير مستقل الرأي ، مَسلوب الإرادة ، مَهزوز الشخصية ؛ وهذه الصّفات جميعها تتناقض مع سمات الشخص المميّز ، والطموح ، ومستقل الإرادة ، وواثق الخُطى ، والساعي للنجاح والإزدهار . يقول ليون تروتسكي : ( من لا يؤمن بالقوة هو كمن لا يُؤمن بالجاذبية الأرضية ) ،  وهذا يَعني أنّ على الفرد استخدام القوة التي يمتلكها في داخله وعدم ترك الخوف يُسيطر عليه ، ويُقيّد من تصرفاته ، ويُحدّ من نجاحه .

امتلاك مؤهّلات النجاح والتميز : أنّ الكثير من عوامل النجاح انه من الناس من يظنّون أنّ الذكاء هو السبب الرئيسي في النجاح والتميز ، وأنّ من يفتقد الذكاء يتهيب الدخول في المغامرات أو المخاطر بِسبب اعتقاده أنّ ضَعف الذكاء لا يقوده إلى النجاح ، والصحيح أنّ على الإنسان أن يُدرك حقيقةً مهمّةً وهي أنّ الذكاء وحده أو المال أو المثابرة لا يُحقّق النجاح بوجوده منفرداً ؛ فالشخص الذكي الذي لا يمتلك أيّ مهارة أخرى لا يستطيع تحقيق النجاح ، بينما من يمتلك مهارات كثيرة ولا يمتلك المال يمكن له أن يُحقّق النجاح والتميز ، ومن ذلك يتبيّن أنّ النّجاح عبارة عن خلطة مُعقّدة تجتمع فيها مجموعة من العوامل والصفات الإيجابية ، وبمقدار ارتقاء عناصر هذه الخلطة يكون النجاح عظيماً .

نظرة التفاؤل : التفاؤل بما هو قادم ، وعدم النظر إلى الماضي والتحسّر على ما مضى يؤدّي إلى أن يُصبح الشخص مميّزاً ؛ فما قيمة النظر للوراء ، والإنجذاب بالأفكار والمشاعر إلى أحداث طواها الزمن ؛ فلو كانت هناك فائدة من النظر للماضي ، ولو بإستطاعتنا تغيير ما حدث فيه لأصبح الرجوع إلى تلك الأيام واجباً ومهماً لإستبدال الألم فرحاً ، والحزن سعادةً ، وبما أنّ هذا الأمر مُستحيلٌ حدوثه ، فخيرٌ للمرء أن يُخطّط للأيام التي سيعيشها ، وأن يُكرّس حياته للأوقات التي يحياها ، باذلاً الجهد الكبير ، مُستخدماً المهارات العديدة ليكون ناجحاً وسعيداً فيها ، قبل أن تنقضي ويُصيبه الندم عليها وعلى ما فرّطه فيها من عملٍ ونجاحٍ .

التخطيط الناجح : التخطيط هي عملية فكرية ؛ فهي الأساس لأي مهمةٍ ينوي الفرد إنجازها ، ويعتمد التّخطيط على المَنطق والترتيب الذي يُبذل فيه الجهد ؛ لبيان الهدف الذي يسعى إليه الفرد ، وأفضل الوسائل المُتاحة لتحقيق هذا الهدف  ، ويجب أن يكون قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع . فإنّ مَن يسعى للنجاح والتميُّز عليه وضع خطّة مدروسة فيها الأهداف المُراد تحقيقها ، والوسائل والإمكانيّات الموجودة للوصول إلى الهدف ، وبالتالي رفع مستوى كفاءة هذه الوسائل ، وتطوير المهارات اللازمة لذلك .