" بيئة إبداع "
حتى يبدع الفرد لمؤسسته ، يجب أن توفر المؤسسة بيئة تتقبل الإبداعات على أنواعها ، إذ لا يمكن أن يبدع المرء في بيئة ترفض الإبتكار والتجديد والجديد ، وحتى تصبح بيئة المؤسسة بيئة إبداعية ، يجب على المدير وفريق إدارته أن يقتنعوا بأن موظفيهم بإمكانهم أن يبدعوا ويبتكروا حلولاً لمشاكل تواجههم ، بل ويجب أن يلغوا الكثير من القواعد العقيمة التي تضع حدود حول الموظفين تعيقهم في عملية الإبداع ، ولما كان الإنسان عدو ما يجهل ، فإن المدراء والإدارات يتخوفون من إعطاء صلاحيات للموظفين ، ويجعلون عملية تسيير دفة المؤسسة تأتي عن طريق واحد وهي من الأعلى إلى الأسفل فقط ، وهي عبارة عن الأوامر والتخطيط من الإدارة ، والتنفيذ على الموظفين ، وهذا ما يسبب مشكلة تبدو صغيرة ، لكنها تتفاقم حتى تؤدي في بعض الأحيان إلى فناء المؤسسات .
عندما يخوض الموظف ميدان العمل فإنه يرى متغيرات وفرص لا يراها المدير أو الإدارة ، فيجب أن يتصرف لوحده هنا أو أن يكون هناك تواصل مع الإدارة لتقرير المبادرة التي ستتخذ نحو هذه المتغيرات أو الفرص .
" الخطوات والأفكار لتنمية الإبداع "
- لا تجعل القواعد تعيق أي فكرة إبداعية ، القواعد لا بد أن تكون ناقصة وفيها ثغرات ، وأيضاً القواعد قد تعيق المؤسسة عن استغلال الفرص الجيدة والجديدة .
- أنشئ نظام لتلقي الأفكار والإقتراحات ، هذا النظام يجب أن يوفر فرصة للموظف لتجربة فكرته بشكل مصغر ثم تنفيذ الفكرة بشكل واسع على المؤسسة بأكملها ، بل ويجب أن يحصل الموظف على التكريم المعنوي الذي يستحقه ، ويستحسن أن يحصل على فائدة مالية من اقتراحه .
- اغرس في عقول الموظفين بأن لا مستحيل على الإنسان ، ونبههم بأن لا يفرطوا في الواقعية فـ لا مستحيل أبداً .
- ضع طرق وأساليب رسمية وغير رسمية لتحفيز وتكريم الموظفين ، فمهما كان الموظف متميز ومجتهد فإنه يحتاج إلى الإحساس بأن المدير والآخرين يقدرونه .
- طبق اسلوب الإدارة على المكشوف ، هذا يعني أن تجعل جميع المعلومات المتعلقة بالمؤسسة يعلمها الموظفين ، وقد يقول المدراء التقليديون أن الموظفين لا يحتاجون إلى معرفة الوضع المالي للمؤسسة ، لكن المبدع يعمل على إخبارهم بالوضع المالي للمؤسسة ويعلمهم كيف يكون مجهودهم مؤثر بالسلب أو الإيجاب على وضع المؤسسة ، واعطي فرصة لموظفيك لمقابلة الإدارة والمسؤولين على مختلف مستوياتهم الإدارية ، بمعنى أن تفتح باب الإتصال بين جميع جهات المؤسسة حتى تخلق وعي بوضع المؤسسة في قلب وعقل كل موظف .
- عَلم الموظفين نظام ( كايزن ) ، وهي كلمة يابانية تعني التطوير المستمر ، فيجب أن لا يتوقف الإبداع أبداً ، هذا النظام يعني إدخال تحسينات صغيرة وبسيطة على الخدمات والمنتجات وبشكل دائم ، وبهذا لن يستطيع أحد ما اللحاق بك ، فإذا لم تبتكر وتبدع فستصبح تابعاً ، ونحن نريد أن نكون قائدين لا تابعين .
- قم بحذف وشطب كل ما يعيق الإبداع من نظم وقوانين وقواعد ، والموظفين والمدراء السلبيين يجب تغيير أفكارهم ومعتقداتهم أو فصلهم ، لأن هؤلاء السلبيين لن يفيدوك في شيء ، بل سيقفون حجر عثرة أمام تقدم مؤسستك .
" معوقات الإبداع "
- التأخير في تنفيذ الأفكار .
- عدم تشجيع المبدع وجعله ينفذ الفكرة لوحده دون دعم مادي أو معنوي .
- التقيد بالقوانين والقواعد .
- الخوف من الفشل .
عوائق الإبداع كثيرة ، لذلك على المؤسسه تجنبها واستئصالها من بيئة العمل ، لذلك عليك أن تبحث عن معيقات الإبداع في مؤسستك وعالجها فوراً .
- أقوال سلبية على سبيل المثال :
- جربنا هذه الفكرة من قبل .
- ستستغرق هذه الفكرة وقتاً طويلاً .
- ستكلف هذه الفكرة الكثير من المال .
- هذه ليست وظيفتي .
- هذا ليس شغلك .
- لماذا لا تكتب الفكرة وترفعها إلينا .
- هذا مستحيل .
- يمكن أن نطبق هذه الفكرة في السنوات القادمة .
- هذه فكرة غبية .
- عملاؤنا لا يرغبون في ذلك .
- لا يمكنك عمل ذلك هنا .
- لا أعتقد أن ذلك مهماً .
- لا أريد أية معلومات إضافية .
- الوضع جيد ولا يحتاج إلى تغيير .
- إذا لم يكن هناك خلل فلماذا التغيير ؟
- مؤسستنا صغيرة والفكرة كبيرة أو العكس !
- ليس عندنا وقت الآن .
- هذه الفكرة تبدو لي بأنها فكرة جنونية .
" طرق الإبداع "
طرق الإبداع كثيرة , منها أسلوب العصف الذهني ، وهو أسلوب متبع في المؤسسات العالمية ، والعصف الذهني يقوم على أساسين ،
المبدأ الأول : تأجيل الحكم على الأفكار ، لأن الأفراد المشاركين في جلسات العصف الذهني سيحجمون عن المشاركة بالأفكار عند احساسهم بأن أفكارهم ستقيم .
المبدأ الثاني هو : الكم يولد الكيف ، أي كثرة الأفكار مهما كانت سخيفة أو صغيرة سيؤدي إلى توليد أفكار جيدة ، وجلسة العصف الذهني تضم عدة افراد ، يقومون بعرض الأفكار الجديدة لحل مشكلة قائمة ، أو لتطوير منتج أو خدمة ، أو لإبتكار منتج أو خدمة ، أو لتطوير سير العمل في المؤسسة ، وتكون هذه الجلسة على مرحلتين ، الجلسة الأولى للحصول على أكبر قدر ممكن من الأفكار ، والجلسة الثانية لتقييم الأفكار ودمجها وتطويرها للحصول على أفكار أكثر تطوراً .
وهناك أربعة قواعد تبنى على المبدأين السابقين ، وهذه القواعد هي :
- ضرورة تجنب النقد ، وهذه المسؤولية تقع على عاتق رئيس الجلسة ، حيث عليه أن يمنع جميع أنواع الإنتقاد أثناء الجلسة .
- إطلاق حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما كان نوعها أو مستواها .
- البناء على أفكار الآخرين وتطويرها .
- عوامل تساعد على إنجاح جلسة العصف الذهني .
- أن يسود الجلسة جو من الخفة الظل والمتعة .
- قبول كل الأفكار مهما كان نوعها .
- التمسك بقواعد العصف الذهني ، وهي تجنب النقد ، وإطلاق حرية التفكير .
- الفصل ما بين استنباط الأفكار وبين تقويمها .
- تدوين الأفكار على لوحات حتى يتسنى للجميع أن يرها .
- لا تضع مراقبين للجلسة .
- يجب ان يستمر توليد الأفكار حتى يتوقف توليد أفكار الجديدة .
- لا يجب أن يقل عدد المشاركين عن 6 ولا يزيد عن 12 .
- ليس من الواجب أن يكون للمشاركين فكرة عما يتم مناقشته .
- من الجيد التمهيد لجلسة العصف الذهني وتهيئة المشاركين فيها ، وإخبارهم مسبقاً بموضوعها .
ومن أساليب العصف أسلوب العصف الكتابي ، وهو مشابه للطريقة السابقة إلا أنه يكتب ، وبإمكانك ابتكار طرق جديدة للابتكار ، كوضع سبورة بيضاء في كل غرفة ليتم كتابة ورسم الأفكار عليها ، او عن طريق تكثيف الإجتماعات الغير رسمية للتطوير والإصلاح ، وتتم هذه اللقاءات بين مجموعة أفراد من كل قسم أو من قسم واحد .
" تطبيق الإبداع "
فلا فائدة من تجميع أفكار جديدة وإبداعية بدون تطبيقها ، كيف نطبق الأفكار الإبداعية ، علينا أولاً تقييمها ، والتقييم بتوضيح إيجابيات الفكرة وسلبياتها وأثرها على المدى القريب وايضاً البعيد ، والأفضل أن تجرب الفكرة على نطاق ضيق من الزبائن وأخذ آرائهم واقتراحاتهم ، ومن ثم تطبيق الفكرة على المؤسسة بأكملها .
والإبداع قد يكون في طرق جديدة لتخفيض التكلفة وتحسين الكفاءة ، أو دمج مجموعة من الخطوات لتوفير الوقت والمال ، أو حتى حذف خطوات لا معنى لها من خط الإنتاج .
لايتوقف ذلك على مستوى المؤسسات فحسب بل وحتى على مستوى الأسرة تستطيع أن تولد افكار ابداعية وتستفيد منها وتبتكر ايضاً أساليب لتنظيم شؤونها المالية والحياتية الأخرى ، أو تنظيم الرحلات والنشاطات المختلفة ، لإدخال شيء من البهجة والنشاط على الأسرة ، والإستفادة وكسب مهارات ومعارف جديدة .